ولد عام 1971 في منطقة الأحمدي، درس في مدرسة المعاقين في حولي، وبعد تخرجه من الثانوية العامة دخل جامعة الكويت كلية الآداب وتخصص بالعلوم الاجتماعية، وحصل على الليسانس فيها. ثم قرر لاحقا إكمال دراسته الجامعية فانتسب الى الجامعة في مصر ليحصل على شهادة الدكتوراه ويحقق طموحه في أن يصبح استاذا جامعيا.
بدأ مشواره في عالم الرياضة عام 1986 فتحدى إعاقته الحركية وحصد بطولات عالمية في ألعاب القوى والجري. عمل موظفا في البلدية منذ عام 1997 الى اليوم، ودخل النادي الرياضي الكويتي للمعاقين مساعدا لأمين السر وبعد انتخابات 2003 تسلم رئاسة مجلس الإدارة محققا انجازات كثيرة تحسب له، ومازالت طموحاته كثيرة يسعى لتحقيقها ليترك بصمته في المكان الذي اختار أن يكون عالمه الخاص.
إنه رئيس النادي الرياضي الكويتي للمعاقين، والنائب الأول لرئيس الاتحاد العربي، الذي التقيناه في حوار تحدث فيه عن ذكرياته وحياته بجوانبها المختلفة، فإليكم هذه الاستراحة:
● كيف تصف تجربتك منذ تسلمك رئاسة النادي الرياضي الكويتي للمعاقين؟
- أعيش السعادة الحقيقية منذ لحظة تسلمي رئاسة النادي رغم التعب الذي يتطلبه هذا الموقع، فبمجرد رؤية المعاق فرحاً بالإنجازات التي حققها النادي لأجله، أشعر بالرضا الذاتي.
منذ عام 2003، أي منذ تسع سنوات الى اليوم من رئاستي للنادي حققت إنجازات كثيرة، منها تأهيل ستة عشر لاعبا لأولمبياد 2012، وعمل خدمة مواطن للمعاقين، حيث يمكن إنجاز كل معاملات المعاقين في وزارة الداخلية هنا في النادي عبر هذه الخدمة، كما بنينا مسجداً للنادي، إضافة الى اننا أدخلنا لعبة الرماية التي لم تكن موجودة فيه منذ تأسيسه، كذلك الأمر بالنسبة للعبة الجودو للمكفوفين، وإنجازات أخرى كثيرة حققناها عبر هذه السنوات.
وأهم إنجاز عملناه هو الحصول على موافقة صاحب السمو لإعادة بناء وهيكلة النادي ليصبح عشرين دوراً مع مواقف للسيارات وملاعب خاصة للنساء وأخرى للرجال مع ثلاثة أدوار نظام شقق فندقية.
● ما المشروع الذي لم يتم إنجازه للنادي؟
- أطمح لفتح فروع للنادي في مناطق عدة، ونحن بصدد التوجه لهذا المشروع، وسيتم فتح فرع للنادي في منطقة الجهراء وآخر في منطقة الأحمدي، وذلك لازدياد عدد المعاقين في الكويت، وأيضاً لإيجاد نسبة أكبر من اللاعبين صغار السن.
تحديت إعاقتي
● ما المعوقات التي واجهتها في تنفيذ مشاريعك؟
- الطموح لا تعيقه المعوقات إلا اذا كان الآخر لا يتفهم حاجة المعاق، والحمد لله المعوقات كانت قليلة جداً مقابل التسهيلات التي حصلنا عليها.
● هل الميزانية الموضوعة للنادي تكفي متطلباته؟
- نحن نتحمل أعباء كثيرة، فالمدربون لدينا متخصصون، اضافة إلى باصات المعاقين التي تخدم الكويت كلها، ولأن بطولاتنا خارجية وليست محلية فهذا أيضاً مكلف، ومع ذلك نشكر الهيئة العامة للشباب والرياضة على تعاونها معنا كثيراً وتفهمها لحاجات المعاقين، وأكبر إنجاز حققناه أخيراً هو فوزنا باثنتين وعشرين ميدالية ذهبية وفضية.
● ماذا عن العرس الذي أقامه النادي للزوجين اللاعبين فيه؟
- احتفلنا بلاعبة ولاعب في النادي يعانيان من إعاقة حركية حصل بينهما تعارف ولعبا معاً فانتهت قصتهما بالزواج، وبما أن النادي بيتهما، كان لا بد من الاحتفال بهما ومشاركتهما فرحتهما.
● حدثنا عن بطولاتك الرياضية؟
- كنت لاعباً سابقاً منذ عام 1986، أي من الرعيل الأول، كنت لاعب ألعاب قوى، ثم لاعب جري، وحصدت بطولات كثيرة عالمية ودولية، توقفت لفترة، وأكملت دراستي الجامعية، ثم عدت للنادي كإداري.
● وماذا عن إعاقتك الحركية؟
- عانيت الإعاقة الحركية منذ طفولتي حيث أصبت بشلل الأطفال، وتحديت إعاقتي فلعبت وأخذت بطولات ودرست بالجامعة وعملت موظفاً، الحمد لله تزوجت ولدي أولاد والإعاقة أعطتني دافعاً للانجاز.
● كيف تتعاملون مع المعاقين والاستماع الىحاجاتهم؟
- لدينا ديوانية للنادي، حيث نجلس دائماً مع المعاقين لنسمعهم ونعرف حاجياتهم، كذلك مكتبي مفتوح للكل، فليأتني اي معاق ان كان لديه اي شكوى او استفسار، او امر خاص به فأسمعه، ولا ارد احدا.
الاغلبية تطالب بفتح فروع في مناطق عدة في الكويت، اضافة الى حل مشكلة قلة مواقف السيارات في النادي الذي يرتاده حوالي 250 شخصا يوميا، والهيكلة ستحل هذه المشاكل.
● أمِن تبرعات شخصية تقدم للنادي؟
- لا أبدا سوى صاحب السمو، حفظه الله، الذي يتبرع لنا في شهر رمضان، وللاسف اغنياء البلد يتبرعون للخارج وليس لأبناء بلدهم.
الشيخة شيخة العبدالله الصباح الرئيسة الفخرية للنادي هي الداعم الاساسي للنادي والراعية له في المحافل الدولية وتتبرع له باستمرار.
قدري
● أين ومتى ولدت؟ وماذا عن دراستك؟
- ولدت عام 1971 في منطقة الاحمدي، التي كانت اجمل منطقة، وأتألم لما حصل فيها من مشاكل في الغاز وفي بيوتها، وعندما بلغت السابعة من عمري انتقلنا الى منطقة ام الهيمان ثم الى منطقة مبارك الكبير.
في الثالثة من عمري، وبسبب عدم تحصينهم لي بطعم شلل الاطفال، أصبت بهذا المرض، واكملت حياتي بطريقة طبيعية، درست في مدرسة المعاقين في حولي وبعد تخرجي فيها بالثانوية العامة دخلت كلية الآداب وتخصصت بالعلوم الاجتماعية، وحاليا انا منتسب لمصر لاحصل على الدكتوراه بتخصصي، واطمح لأكون استاذا جامعيا.
● هل لُمت والديك لما حل بك؟
- عندما كنت طفلاً كنت الومهما، وبالاساس هما من لاما نفسيهما لما حصل معي، ففي السابق لم يكن الاهل يعلمون عن التحصين وعن شلل الاطفال، وانا الوحيد الذي اصيب بالشلل بين اخواني، رغم اننا كلنا لم نتحصن منه، وهذا الامر من الله، فقدّر الله وما شاء فعل، لذا لا الوم والدي بل اشكرهما لتربيتهما لي احسن تربية واهتمامهما بي اكثر من اخواني.
● متى كانت آخر لعبة مارستها؟
- كانت يوم الغزو عام 1990، لعبت في لندن بتاريخ 1990-8-3 وحصلت على ميدالية فضية وهي اعز ميدالية عندي في رمي الرمح، ورغم تأثري الشديد بالغزو حاولت ان اثبت للجميع ان وجود الكويت مستمر رغم احتلالها من قبل المقبور صدام، وبعد فوزي صفق لي الجمهور تصفيقاً حاراً ورُفع علم الكويت عاليا، وبعد شهرين عدت للكويت فخوراً بما قدمته لبلدي.
● ماذ كان يعمل والدك وماذا تعلمت منه؟
- كان موظفاً في وزارة الشؤون، علمني الكثير واكتسبت منه اخلاقيات نادرة في هذه الايام، تعلمت منه الاهتمام بالاسرة وسعة الصدر واهم شيء المحافظة على الصلاة واقامتها في المسجد، وهذا ما اعلمه لاولادي.
لم آخذ شكل والدي الخارجي، بل اشبه جدي، والد ابي، لقد ورثت عنه قوة الشخصية، والجدية والانضباط في العمل، وفي اوقات الصلاة، ولم ارث عنه عصبيته فأنا هادئ المزاج.
● وماذا عن والدتك وتأثيرها عليك في بناء شخصيتك؟
- والدتي تعبت علينا كثيراً وندعو لها بطول العمر. أخذت منها العاطفة والرحمة وحب العائلة، طيبتها زائدة عن اللزوم، فهي تبكي لأي موقف إنساني حساس مهما كان، أما أنا فأستطيع تمالك نفسي وحبس دموعي، لكن حين توفي والدي ذرفت دموع الألم.
خدمة لا رغبة
● كيف اتخذت قرارك بالزواج؟
- أؤمن أن الحب يأتي بعد الزواج، وزواجي كان تقليدياً، تزوجت قريبتي، وهي إنسانة مؤمنة جداً، هي معلمة في رياض الأطفال تخرجت في كلية التربية الأساسية. وكوّنا عائلتنا الصغيرة، فلدينا أربعة أولاد وبنت، ووالدتي تحتضن أولادي فهي تعيش معنا في البيت، لذا أعمل انا وزوجتي ونشعر بالأمان لوجود والدتي معهم.
● هل وجودك في النادي وانشغالك باستمرار يزعج زوجتك؟
- عملي في النادي تطوعي، وأحسب أجري عند الله سبحانه وتعالى، وأنا موظف في البلدية منذ عام 1997. وزوجتي تحثني على العمل أكثر والعطاء من دون مقابل، فهي تعلم انني مررت بتجربة سابقة عندما كنت لاعباً، وتعلم مدى حبي لمساعدة من يعاني مثلي من الإعاقة ليحقق ذاته.
● ماذا يعجبك في شخصية زوجتك؟
- التزامها الديني واهتمامها بأولادها وتحملها لي كثيراً عندما أكون منزعجاً من العمل، وعندما أسافر، فأنا أسافر باستمرار ولا أتواجد أحياناً في البيت. كما انها الناصحة والحنونة ومخزن أسراري، تعاملني معاملة حسنة وتدللني، وهي غير زوجات المعاقين اللواتي يعايرن أزواجهن بإعاقتهم.
● رئاستك للنادي ألم تسبب لك عداوات ومشاكل؟
- أنا متسامح، حتى من آذاني أسامحه. وهناك من يحسدني على مكاني رغم عدم تمسكي بهذا المركز رغبة فيه، بل لأنني أريد خدمة المعاقين انطلاقاً من تجربتي ومعرفتي بحاجاتهم.
● متى تشعر بالقوة؟ ومتى تكون ضعيفاً؟
- قوتي في رؤيتي لانعكاس عملي بالخير على الآخرين فأصر على القيام به، وأضعف عندما لا أحقق الفرحة للآخرين.
● عندما تحصل خلافات زوجية فمن يصالح؟
- نحن الاثنان، لا نهتم بمن يبدأ بالمصالحة، ننسى أي خلاف بسرعة وخلافاتنا نادرة جداً.
● أنت رحالة من بلد لآخر فما الهدايا التي تجلبها للزوجة؟
- بالتأكيد لها النصيب الأوفر من الهدايا حتى لا تزعل لكثرة سفراتي، والهدية تولد المحبة والسلام بين الأزواج.
بصمة لي
● هل أنت ناجح في عملك؟
- أنا راض عما أقدمه وناجح وفقاً لإنجازاتي.
● أتغار الزوجة عليك؟
- لا بد من الغيرة لكن ثقتها بي كبيرة، وغيرتها من حبها لي، لكنها غيرة غير مؤذية أبداً.
● أتخاف التقدم في العمر؟
- اخاف منه حتى لا اجلس من دون عمل، وانا مقتنع بأن الانسان يأخذ نصيبه في الحياة في كل شيء من الحب والعمل والاولاد.
● اتحب الوحدة بعد عمل متعب؟
- بعد كل سفرة عمل اخذ راحة يومين او ثلاثة، وراحتي اكثر في السفر صيفا مع عائلتي الى العمرة.
● ماذا تفضل الليل ام النهار؟
- احب الليل فهو ساكن وهادئ واستطيع ان احاسب نفسي في هذه اللحظات الهادئة.
● اكتب كلمة على صفحة بيضاء؟
- المعاقون.
● الى اين طموحاتك؟ وهل تريد الشهرة خارج الكويت؟
- انا النائب الاول لرئيس الاتحاد العربي، وانا لا احب الشهرة، ولا اسعى اليها، وحضوري بالاعلام قليل. احب العمل بالخفاء، وطموحي هو ان تعاد هيكلة النادي، ويكون في عهدي حتى اترك بصمة لي فيه.
● اذا لم تكن رياضيا فماذا تحب ان تكون؟
- لو لم اكن رياضيا، سأتمنى ان اكون رياضيا.
● ماذا عن حبك لزوجتك؟
- حبي لها مستمر، واكثر من قبل بكثير.
● ما هواياتك؟
- السباحة والقراءة والسفر.
● ماذا يتعبك؟
- كثرة السفرات للعمل تتعبني.
● ما المحطة التي غيرت حياتك للأفضل؟
- تخرجي في الجامعة.
● ما البرامج التلفزيونية التي تتابعها؟
- اتابع المباريات الرياضية، والمسلسلات اتابعها في رمضان فقط.
● اذا غضبت كيف تكون ردة فعلك؟
- اكون صريحا تماما.
● هل انت بخيل؟ وهل تغدق الاموال على زوجتك؟
- اكره البخل والبخيل كثيرا، واموالي واموال زوجتي واحدة لا فرق بيننا.
● ما الحكمة التي تتبعها في حياتك؟
- «الصبر مفتاح الفرج».